الاثنين، 17 نوفمبر 2014

نعمة الابتلاء

نريد أن نتكلم عن نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى علينا وهي الابتلاء

بالطبع تستعجبون من كلمة نعمة
لكن الحقيقة إن الإبتلاء نعمة عظيمة
وقبل أن نعرف لماذا لابد أن نعرف أن
الابتلاء سنة كونية

يقول الله تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )

وقال تعالى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)

و قال تعالى ( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وقال حديث حسن.

اذن الابتلاء سنة كونية لابد منها، ولا يوجد انسان على وجه الأرض لم يبتلى لكن الابتلاء يختلف من شخص لآخر فهناك من يُبتلى بالمرض وغيره بالفقر وغيره بموت عزيز وغيرها من الابتلاءات

فلماذا ليس كل الناس لهم نفس الابتلاء ولماذا احيانا يكون ابتلاء البعض أخف من ابتلاء البعض الأخر؟
لابد أن نتفق أولا أن الله سبحانه وتعالى " لا يُسأل عما يفعل "
والاجابة عن السؤال بسيطة لو فهمنا معنى أسماء الله الحسنى مثل العليم ، الحكيم ، الخبير ، العدل وغيرها

عندما نتكلم ننظر للموضوع بعلم البشر القاصر المحدود
عدما ننظر من نافذة الغرفة لن نرى الا الصورة التي أمامنا لكن لن نستطيع رؤية المدينة كلها
فهل عدم رؤيتنا للمدينة كلها معناه انها غير موجودة ؟
الإجابة بالطبع
لا
أنتي رأيتي فقط ما تستطيعين رؤيته
ولله المثل الأعلى

أيضا علمنا كبشر قاصر لكن علم الله سبحانه وتعالى يشمل كل شيء
" يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور "

إذن بعلمنا القليل نرى الصورة مبتورة

وهذه بعض الأمثلة
يوسف عليه السلام عندما ألقاه أخوته في البئر
للوهلة الأولى هذامن وجهة نظر البشر شر
لكن لو فكرنا قليلا لوجدناه خيرا لأنه كان سببا في نشأته في بيت عزيز مصر في العز والغنى

ولما دخل يوسف عليه السلام السجن ظلما
من وجهة نظرنا المحدودة هذا شر ، لكن لو فكرنا سنجد أنه كان خيرا ولولا دخوله السجن لم يكن وزير المالية للأرض في ذلك الزمن

وهذا مثال آخر
كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان. وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير “لعله خيراً” فيهدأ الملك. وفي إحدى المرات قطع إصبع الملك فقال الوزير “لعله خيراً” فغضب الملك غضباً شديداً وقال ما الخير في ذلك؟! وأمر بحبس الوزير …

فقال الوزير الحكيم “لعله خيراً”
ومكث الوزير فترة طويلة في السجن.
وفي يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته، فمر على قوم يعبدون صنم فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم إصبعه مقطوع..
فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن واعتذر له عما صنعه معه وقال أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه، وحمد الله تعالى على ذلك.
ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك قلت “لعله خيراً” فما الخير في ذلك؟
فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه.. لَصاحَبَه فى الصيد فكان سيقدم قرباناً بدلاً من الملك… فكان في صنع الله كل الخير.

وإذن الخلاصة أننا لا نعرف الحكمة من وراء الإبتلاء ولعلها تكون خيرا
قال تعالى " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "

منقول للفائدة

#وائل_حلمى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق